بالفيديو.. خاص لـ" ميدار.نت".. أحمد زكي التنويري الخالد في ذاكرة الخليج والعرب

وثائقيات - ميدار.نت 11 ديسمبر 2022
Cover

 

وثائقيات - ميدار.نت
تناول تقرير فيديو وثائقي لـ"ميدار.نت" سيرة ومسيرة الراحل أحمد زكي الرجل التنويري الخالد في ذاكرة أبناء الخليج والوطن العربي.
وأشار التقرير الذي أعده الدكتور عبدالله المدني إلى الدور الثقافي لأحمد زكي خلال رئاسته لتحرير مجلة «العربي» الكويتية الشهرية.. المجلة الثقافية الأوسع انتشاراً، والتي يرى الكثيرون أنها  عاشت أفضل سنواتها عندما كان أحمد زكي يرأس تحريرها.
فمن هو هذا الرجل صاحب التخصص في الكيمياء، والذي أضفت ثقافته في التاريخ والسياسة والأدب واللغة على كتاباته طابعاً موسوعياً، أضف إلى ذلك قدرته العجيبة على تبسيط الموضوعات العلمية المعقدة لتناسب فهم غير المختصين بأسلوب شيق ولغة عربية سليمة

ابن السويس
وُلد الراحل أحمد زكي بمحافظة السويس يوم 5 أبريل 1894، والتحق بمدرسة السويس الابتدائية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة فأكمل فيها المرحلة الابتدائية، ثم التحق بالمدرسة «التوفيقية» التي حصل منها على شهادة الثانوية العامة عام 1911 بتفوق.
انضم إلى مدرسة «المعلمين» العليا، فتخرج في هذه المدرسة عام 1914 في دفعة ضمّت العديد من أعلام مصر من أمثال: محمد فريد أبوحديد، ود.محمد عوض محمد، ود.عبدالحميد العبادي، ود. محمد شفيق غربال، ومحمد بدران، ود. محمد أحمد الغمراوي، ومحمد كامل سليم، ومحمد عبدالوهاب خلاف، ومحمد عبدالمنعم أبوزهرة.
وعمل مدرساً بالمدرسة «السعيدية» الثانوية، بعد تخرجه في مدرسة «المعلمين»، ثم ترشح للسفر في بعثة دراسية إلى بريطانيا لإكمال تعليمه العالي، لكنه رسب في الفحص الطبي، فاضطر إلى العمل في مدرسة لبضع سنوات.
وزامل في تلك المدرسة بعضاً من أعلام الأدب في بلاده مثل: عباس محمود العقاد، وأحمد حسن الزيات، قبل أن يتركها ليعمل ناظراً لمدرسة «وادي النيل» الثانوية.

استكمال الدراسة
دفعته روح التعطش للعلم عام 1919 إلى الاستقالة من وظيفته والسفر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في تخصص الكيمياء على نفقته الخاصة، فالتحق الرجل أولاً بجامعة «نوتنغهام» (Nottingham University)، ثم انتقل إلى جامعة «ليفربول» في وقت وافقت فيه الحكومة المصرية على إلحاقه ببعثتها الحكومية.
ونال بكالوريوس العلوم عام 1923، ثم دكتوراه الفلسفة في الكيمياء عام 1924، فانتقل إلى جامعة «مانشستر» لمواصلة أبحاثه العلمية، وهناك أمضى عامين انتقل على إثرهما إلى جامعة «لندن» التي نال منها عام 1928 على درجة الدكتوراه في العلوم التي كانت آنذاك أرفع الدرجات العلمية التي تمنحها الجامعات. 

الأستاذ الأول
بعد عودته من إنجلترا عـُين أستاذاً مساعداً للكيمياء العضوية في كلية العلوم بجامعة «فؤاد الأول» (القاهرة حالياً)، ثم تمت ترقيته عام 1930 إلى درجة أستاذ (بروفيسور) فكان أول أستاذ مصري في الكيمياء، ثم انتخب وكيلاً لكلية العلوم فعميداً لها، غير أنه تم إبعاده عن العمادة عام 1936.
اختير ليكون مديراً لمصلحة الكيمياء المصرية، حيث عمل باقتدار على تمصير هذه المصلحة وتأصيل الاعتماد على الكيمياء والتحليل الكيميائي.
وفي عام 1945 تم تعيينه مديراً لمجلس «فؤاد الأول للبحوث العلمية» بدرجة وكيل وزارة، فانخرط لمدة 6 أعوام في عقد الخمسينيات في رسم وتنفيذ سياسة علمية وتكنولوجية محكمة، شملت إقامة مبان ومختبرات في حي الدقي بالقاهرة، وهي المختبرات التي أطلق عليها فيما بعد اسم «المركز القومي للبحوث العلمية».

مجلة ووزارة
وبالتزامن راح يغذي صفحات مجلة مصر الثقافية الأولى «مجلة الرسالة» التي أسسها صديقه محمد حسن الزيات عام 1933، بكتاباته وترجماته ومقالاته المكتوبة بأسلوب جذاب، وطريقة مبسّطة من أجل أن تعم الفائدة ويتأسس تيار من الوعي العلمي الأصيل.
كما نال في هذه الفترة عضوية مجمع اللغة العربية الذي بدأ العمل عام 1934.
ترأس تحرير مجلة «الهلال» في الفترة 1946 ــ 1950 كعمل جانبي، واستطاع أن يحدث فيها ثورة في الشكل والمضمون.
وقبيل أن ينهي العقد السادس تم توزيره عام 1952 في حكومة حسين سري باشا بمنحه حقيبة الشؤون الاجتماعية، وفي أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، اختار الضباط الأحرار أحمد زكي ليكون الرئيس السادس لجامعة القاهرة.

مجلة ثقافية
قررت الكويت إطلاق مجلة ثقافية عربية رصينة تربط مشرق الوطن العربي بمغربه، فبعثت الأديب الشاعر أحمد السقاف في جولة للبلاد العربية بهدف البحث عن شخصية مؤهلة لقيادة مشروعها، فقابل عدداً من أعلام الفكر في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق، لكنه لم يجد في النهاية أفضل من شخصية أحمد زكي الموسوعية.
قَبِل أحمد زكي العرض وسافر للكويت، وأسس مجلة «العربي» على قواعد مهنية راسخة، وأطلق عددها الأول في ديسمبر 1958.
وكان الرجل إلى جانب توليه منصب رئاسة تحرير المجلة والإشراف على أعدادها وإخراجها، يكتب في كل عدد من أعدادها مقالين أو ثلاثة في شتى الموضوعات العلمية والسياسية والمستقبلية. وكانت مقالاته من أمتع أبواب المجلة.

مؤلفات وترجمات
للدكتور أحمد زكي بعض المؤلفات التي بدأها بكتاب «مبادئ الكيمياء» في جزأين بالتعاون مع زميله الدكتور أحمد عبدالسلام الكرداني، فكان هذا الكتاب الذي صدر سنة 1915 وأعيدت طباعته عدة مرات أول مرجع عربي حديث في الكيمياء.
أما الكتب التي ترجمها فقد شملت: «غادة الكاميليا»، «جان دارك»، «قصة الميكروب»، «كيف كشف رجاله».
وله أيضاً كتب «سلطة علمية» (مجموعة من أحاديثه الإذاعية)، «مع الله في السماء» (15 فصلاً حول علوم الفضاء والكون والفلك)، «بين المسموع والمقروء» (مجموعة قصصية)، «مع الناس» (مجموعة من المقالات التي عبرت عن فكره الاجتماعي والإصلاحي وفهمه للمجتمعات البشرية والمفاهيم المتنوعة السائدة)، و«مع الله في الأرض» (42 مقالاً من مقالاته العلمية في مجلة العربي).

#وثائقيات_خليجية

عبدالله المدني يتناول في هذا الوثائقي سيرة ومسيرة الرجل التنويري أحمد زكي واصفاً إياه بالخالد في ذاكرة العرب و #الخليج pic.twitter.com/eb3bh9ZMVl

— Midar (@Midarnews) December 11, 2022